النصارى في (البوسنةِ والهرسك) حين أقامتْ لهم دولةً مستقلةً رغمَ وحشيَّتِهم، بينما تركتِ المسلمين يُحكَمون بالمندوبِ السامي. وما نسيَ العالمُ مأساةَ (هيروشيما ونجازاكي) ولا الضربَ الأمريكيَّ لـ (فيتنام) إلى غير ذلك من حوادثَ ووقائعَ تقومُ بها أمريكا بنفسِها أو تقيمُ غيرَها بالوكالة .. ولذا فثَمَّةَ أصواتٌ عاقلةٌ في أمريكا بدأتْ تدعو لمراجعة النظرِ في السياسةِ الأمريكيةِ في الخارج .. ويقولون: إن هذه الضربةَ الأخيرةَ رَجْعٌ للصَّدى، وإعادةٌ للبضاعةِ المُزْجاةِ على أصحابها؟ ومع ذلك فنصيحتي للمسلمين عمومًا كِبارًا أو شبابًا بضَبْط النفسِ والتعاملِ مع الأحداث بهدوء وروِيَّةٍ ووَفْقَ توجيهاتِ الكتاب والسُّنة .. حتى لا يتصرفَ أحدٌ اليومَ تصرفًا يندَمُ عليه غدًا، وأن تظلَّ أحكامُنا مرتبطةً بميزانِ القرآن من مثلِ قوله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ}(١).
معاشرَ المسلمين: إننا في صددِ الحديثِ عن إغاثةِ الشعبِ الأفغانيِّ نذكرُ دعمَ المملكة بمبلغِ عشرةِ ملايين دولار .. ونأملُ أن يكونَ لهذا الدعمِ ما بعدَه، وأن يتحرَّك المسلمون حكوماتٍ وشعوبًا لدعم إخوانِهم في أفغانستان، بل وفي كلِّ مكان يحتاجُ فيه المسلمون إلى دعمٍ ومساندة -وإذ سمعتم أن الفاروقَ -رضي الله عنه- يعتبرُ نفسَه مسئولًا عن الدابةِ تموتُ في أرضِ العراق: لِمَ لَمْ يُمهِّد لها الطريق؟ فكيف بموتِ آلافٍ بل ملايين من البشرِ المسلمين لا تصلُ إليهم حاجتُهم من الطعامِ أو الكساء؟ أو تصلُ إليهم بجهودِ اليهود والنصارى والمشركين فيُسِدُّون جَوْعَة بطونهم وتظلُّ قلوبُهم من الإيمانِ والإسلام جَوْعى.