للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسبب ما كان منها من إثم عظيم، وإفساد في الأرض جسيم، تأديبًا لهم وعظة قاسية، حتى يصلحوا نفوسهم، ويصححوا إسلامهم وينظفوا صفوفهم من الدخلاء فيهم.

ومتى حقق المسلمون الشروط الربانية التي جعلها الله أساسًا لنيلهم تاج النصر على عدوهم فتح الله لهم مغاليق الأبواب، وهيأ لهم أفضل الوسائل وأكرم الأسباب، وحقق لهم وعد رسوله في قوله صلوات الله عليه «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، وحتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود» (١).

فلقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه النبوءة المستقبلة قبل نيف وثلاثة عشر قرنًا، حينما لم يكن لليهود قوة تذكر في الأرض، وظل اليهود في الضعف والتشتت منبثين في كل أمة عبر قرون، ومرت هذه القرون، وظل التاريخ صامتًا لا يحدثنا بتحقيق نبوءة رسول الله صلوات الله عليه، حتى دخل القرن الرابع عشر الهجري، الذي بدأت فيه إنذارات المعركة الفاصلة بين المسلمين واليهود تلوح في أفق المستقبل، منذ بدأت تطفو على سطح السياسة العالمية ظواهر المؤامرات والدسائس اليهودية التي تجري في أعماق محيطاتها، وحينما أخذت الأحداث العالمية تهييء لليهود هجرة إلى قلب البلاد الإسلامية، لينشئوا فيها الدولة النواة لدولة يهودية كبيرة ذات علو في الأرض، تطمع حشدًا كبيرًا من اليهود المنبثين في العالم أن يهاجروا إليها، ويتخذوا في أرضها إقامة لهم، مدعمة بالقوى المسلحة التي تمدهم بها أمم ذات قوة كبرى في الأرض.


(١) متفق عليه من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>