للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناوليهم من راحَتَيْكِ كُؤوسًا ... وامْنَحِيهم من ناظِرَيكِ ابتساما

واجعلي الفَنَّ ردّةً وضَياعًا ... لا أحاسيسَ أُمةٍ تتسامى

وَدَعِيهم في كلِّ وادٍ يَهيمون ... سُكارى ونُكّسي الأعلاما

خَدِّريهم باللّحْنِ يا كوكبَ الشّرق ... وَصُوغي من لَحْنِكَ استسلاما (١)

عبادَ اللهِ: وماذا حقّق هؤلاء المُغَنون والمُغنيات للأمة من أمجاد .. في زمنٍ بات العدوُّ يُحاصرُ المسلمين، ويَنهبُ خيراتِهم، ويَعبثُ بقيَمِهم ويُشوِّه أخلاقَهُم .. إنهم في وادٍ وقضايا الأمةِ وجهادُ المسلمين مع أعدائهم في وادٍ آخرَ.

فكيف إذا تطاول هؤلاء المُغنون والمغنيات على القرآن، فلحّنوه على أنغامِ الموسيقى، إنها كارثةٌ ومصيبة تُضاف إلى مَصائِبهم، ولكنْ من رحمة اللهِ أن هيّأَ للمسلمين - قديمًا وحديثًا - من يُنافحُ عن الدّين والحُرماتِ، ويكشفُ عَوَرَ وانحرافَ هؤلاء المغنين والمغنيات، ويحذِّر الأمةَ من شرورهم، ولا عُدِمَت الأُمةُ من أمثالِ هؤلاء، ولكن المصيبةَ حين يَنْبَري نَفَرٌ من المسلمينَ في المقابل للدفاعِ عن هؤلاء والله يقول: {وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} (٢)، ويَرُوعُكَ الأمرُ حين ترى أعمدةَ الصّحفِ وبها يَعُبّ نَفَرٌ من الكُتّاب مدافعين، وربما وصفوا هؤلاء بالنّزاهةِ والعدالة، ووصفوا من كَشَفَ أمرَهم وحذّر الأُمةَ من مَكرِهم بالمغالاةِ والتسرُّع .. أو نحوِها من عباراتٍ أخرى (٣).

أيها المسلمون، أيها المغنونَ، أيها المستمِعون للأغاني: ما خُلقتم في هذه


(١) يوسف العظم، ديوان «في رحاب الأقصى» ص ٢١٣، عن محمد الحمد التوبة وظيفة العمر (٢٣٥).
(٢) سورة النساء، الآية: ١٠٥.
(٣) انظر «جريدة النخبة» عدد (١٣٦) في ١٣/ ١/ ١٤٢٢ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>