للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} (١).

وقام المسلمون بأرقى تعامل عرفته البشرية مع المرأة .. بل أشرقت حضارتهم على الأمم، وتعلمت منهم الشعوب الأخرى كرامة المرأة، ويعترف أحد الغربيين (كوستاف لوبون) بذلك حين يقول: «إن الأوروبيين أخذوا عن العرب مبادئ الفروسية وما اقتضته من احترام المرأة، فالإسلام إذن، لا النصرانية هو الذي رفع المرأة من الدرك الأسفل الذي كانت فيه، وذلك خلافًا للاعتقاد الشائع، وإذا نظرت إلى نصارى الدور الأول من القرون الوسطى رأيتهم لم يحملوا شيئًا من الحرمة للنساء .. وعلمت أن رجال عصر الإقطاع كانوا غلاظًا نحو النساء قبل أن يتعلم النصارى من العرب أمر معاملتهن بالحسنى» (٢).

أيها الناس، وإذا تشدق المبهورون اليوم بحضارة الغرب وقيمه، وحطوا من قيم حضارتهم جاءت شهادة المنصفين من الغرب تكذب هذا الادعاء وتثبت أن إصلاح المرأة في الغرب إنما تم بعد احتكاك المسلمين في أسبابنا (الأندلس) بالغرب .. وفي هذا يقول (مارسيل بوازار) «إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحي أوربا- عبر أسبانيا- احترام المرأة» (٣).

عباد الله إننا في فترات المراهقة الثقافية ننسى أصولنا، وننبهر بما عند غيرنا، ولكن اعترافات القوم تعيد إلى بعضنا التوازن، نعم لقد ظلم ديننا، من بعض


(١) وأكد المصطفى صلى الله عليه وسلم بل حرج على حقوق المرأة فقال: «اللهم إني أخرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة) رواه ابن ماجه ٣٦٧٨، والبيهقي في مصنفه ٥/ ٣٦٣ وصحح إسناده النووي.
(٢) (قالوا عن الإسلام د. عماد الدين خليل/ ٤٣١).
(٣) (قالوا عن الإسلام/ ٤٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>