المسلمةِ داخلَ الأسرةِ نصيبُها من البرامجِ والمشاريعِ النافعةِ، فتساهِمُ الأُسرُ في مزيدِ بثّ الوعيِ لحقوقِ المرأةِ وواجباتِها في الإسلام، كما تُسهم في صَدِّ الهجماتِ الشرسةِ الموجهةِ للأسرةِ عمومًا، وللمرأةِ على وجهِ الخصوص.
أيّها المسلمونَ: إن تلكَ معانٍ من الصلةِ ينبغي أن نستشعِرَها في كلّ حينٍ، وأن نُجسِّد بها فرحتَنا بالعيدِ.
ألا فأنيبوا إلى رَبّكم وأسلِموا له .. وحافظوا على رصيدِكُم من عملِ الصالحاتِ .. ولا تكونوا كالتي نقضَتْ غَزلَها من بعدِ قوةٍ أَنْكاثًا.
واعلموا أن من صامَ رمضان ثم أتبعَه ستًّا من شوال كان كصيامِ الدهر، وفي صيامِ النفلِ، فرصةٌ لسدّ النقصِ والخَلَل في صيام الفرض.
عبادَ الله: وثمّةَ أمرٌ آخرُ ينبغي أن نستحضِرَه ونحنُ نفرحُ بالعيد، بل وبكلّ فرحةٍ عارضةٍ زائلة، أن نتذكَّرَ الفرحةَ الكبرى الدائمةَ في جِوارِ الرحمن، في مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مُقْتَدِر - هناك الحُبورُ والسرورُ فلا ينقطعان .. وهناك اللَّذَةُ والنعيمُ فلا يُنغَّصان، فرحٌ لا يَعقُبُه حُزنٌ، وبهجةُ نفوسٍ لا تنقطعُ ولا تَبلى {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} (١).
إن الفرقَ كبيرٌ بين من تمتدّ أفراحُهم في الدُّنيا إلى أفراحِ الآخرةِ، أولئكَ أهلُ الإيمانِ وعملِ الصالحاتِ والمؤمنونَ بالبعثِ والنشور .. وبين من يُنقلونَ فجأةً من السُّرورِ إلى الثُّبور، وأولئك هُم المغررونَ في الدُّنيا، الغافلونَ عن الرجوعِ إلى رَبّهم للحسابِ والمتشكّكونَ في البعثِ والجزاء، لقد انقضتْ فرحتُهم في الدنيا وحطُّوا رحالَهُم في النَكدِ والشقاءِ وأولئك قال الله عنهم: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ