للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن سنن الدعاء أن يختار الداعي الأوقات الفاضلة، والأزمنة الشريفة، كيوم عرفة، وشهر رمضان، ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل، ووقت الأسحار، وبين الأذان والإقامة، ودبر الصلوات.

وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبة (١).

ومن آداب الدعاء- بل هو من أهم الآداب- حضور القلب وخشوعه لله ومعرفة ما يدعو به، فإن الغافل اللاهي تتحرك شفتاه بالدعاء وقلبه مشتغل بأمر آخر وأنَّى لهذا الدعاء أن يصعد للسماء، والحق يرشدنا إلى هذا الأدب ويقول {ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين} (٢).

ويصف حال طائفة من المؤمنين فيقول عنهم: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين} (٣).

ومن آداب الدعاء وسننه بدأ يستقبل القبلة ويكون على طهارة، فذلك أقرب للقبول وإن لم يكن ذلك شرطًا لازمًا فيمكن أن يدعو المرء على كل حال وفي أي اتجاه كان- لكن إن تيسر له الاستقبال وكان على وضوء فهو أولى وأحرى.

ومن آداب الدعاء أن يعزم الداعي الدعاء، ويوقن بالإجابة، فلا يقول مثلاً: اللهم اغفر لي إن شئت، أو ارزقني إن رغبت، فإن الله لا مكره له، بل يعزم المسألة، ولا يخامره شك في الاستجابة واضعًا ذهنه أنواع الاستجابة المعملة أو الموكلة أو دفع السوء والمكروه، كلما تقدم قال سفيان بن عيينه يرحمه الله:


(١) رواه الترمذي وقال: حديث حسن (رياض الصالحين/ ٤٧٥).
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٥.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>