للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلمه من نفسه، فإن الله تعالى أجاب شر المخلوقين إبليس إذ {قال أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين} (١).

ومن آداب الدعاء عدم التكلف في الدعاء، وخفض الصوت، وتكرار الدعاء ثلاثًا والإلحاح في الدعاء، والدعاء في الرخاء إذ هو سبب لقبول الدعاء في حال الشدة والضر، وقد ورد في الحديث: «من سره أن يستجيب الله تعالى له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء» (٢).

هذه أبرز آداب الدعاء، ويبقى بعد ذلك أمر مهم وهو معرفة موانع الاستجابة للدعاء ليتجنبها. ومن أبرز أسباب عدم قبول الدعاء المطعم الحرام والملبس الحرام، ورد في ذلك خبر الأشعث الأغبر الذي لا يزال يسأل ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له الحلال يستجب الله دعاءكم.

ومن موانع الاستجابة: الاستعجال في الدعاء والتوقف عنه والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: قد دعوت ربي فلم يستجب لي» (٣).

وفي رواية لمسلم قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: «يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر من يستجب لي فيستخسر عند ذلك ويدع الدعاء» (٤).

ومن موانع الاستجابة في الدعاء الاعتداء في الدعاء والزيادة عن المشروع، والله تعالى يقول: {دعوا ربهم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين} (٥) وكم من


(١) سورة الأعراف، الآية: ١٤.
(٢) حديث حسن رواه الترمذي، الأذكار/ ٣٣٣.
(٣) متفق عليه.
(٤) رياض الصالحين.
(٥) سورة الأعراف، الآية: ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>