للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشروطة بالاستجابة لله والإيمان به، وهذا وذاك طريق الرشد وسبيل الخير {وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} (١).

وهل علمت أخا الإسلام أن الدعاء وتعليمه يأتي في مرتبة تالية للصلاة، للداخلين في الإسلام فقد كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات «اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني وعافني وارزقني» وكان عليه الصلاة والسلام يقول في فضل هذه الدعوات: إنها تجمع الدنيا والآخرة (٢).

وهل علمت أن صاحب الدعاء كاسب على كل حال إذا لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، وتأمل جيدًا هذا الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا أتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم: إذا نكثر (يعني من الدعاء) قال (صلى الله عليه وسلم): الله أكثر (٣).

وحاصل ذلك أن الداعي لا يعلم أحد ثلاثة أمور، إما أن يستجاب دعوته عاجلاً، أو تأخر له في القيامة، أو يدفع عنه من السوء مثلها.

وهذا أو ذاك لا شك فضل عظيم ومنة من الله يمتن بها على عباده الداعين، اسأل الله سبحانه وتعالي أن يتقبل منا إنه هو السميع العليم.


(١) سورة البقرة، الآية: ١٨٦.
(٢) الحديث رواه مسلم في صحيحه. رياض الصالحين/ ٤٦٩.
(٣) يعني أكثر إحسانًا مما تسألون (الحديث رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح (رياض الصالحين/ ٤٧٥. وزاد الحاكم في المستدرك: (أو يدخر له من الأجر مثلها) وصححه ووافقه الذهبي (الدعاء/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>