تعنيه فلسطين، ويهمه أمر المسلمين {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء} وسار الأمل في الأمة بعد طول يأس وإحباط، وثمة منح ربانية من أكوام المحن والرزايا {وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}، نعم ثمة انتصار في زمن الهزائم، وعزة في مواسم الذل، وصدق في أسواق الكذب، وتقدم في زمن التراجع، خشوع طالما غاب فعاد حيث بكت العيون، وارتعشت الجوارح لهول المصائب في فلسطين، واستغاث المسلمون ربهم بالدعاء فاستجاب لهم.
إخوة الإسلام وتجسد على أرض الواقع جسد الأمة الواحدة، فلئن اشتكت أعضاء في غزة فقد تحركت وتداعت لها أجساد في طول الأرض وعرضها ولئن ماتت أنفس- نحسبها في عداد الشهداء - فقد أحيا الله بها ملايين الأنفس من المسلمين وربما من غير المسلمين - ولئن قتل في هذه المعركة الظالمة عدد من الأطفال الفلسطينيين فقد ولد أضعافهم في فلسطين، ووعى أطفال آخرون بقضية لم تكن في ذاكرة اهتمامهم من قبل .. إنها المقاومة تحاصر في فلسطين لتدخل كل بيت .. والبغض لليهود يتجاوز الأرض المباركة ليشمل الكرة الأرضية كلها {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله}.
يا أيها المسلم من حقك أن تفرح لكن ليكن فرحك تصحيحًا للإيمان، وتوبة من الذنوب، وشكرًا للخالق، ومجاهدة للنفس، ودعوة للإسلام هنا تتسع دائرة النصر .. وتتضاعف أعداد المنتصرين، ويعود للمسلمين مجدهم الأثيل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ}.