الإنسان - فالمآذن تبكي وهي جامدة، والمحاريب تشكو وهي عيدان .. فقد كانت ثمنًا للنصر ومهرًا للعزة والمقاومة والاستشهاد، ورفع الظلم ودفع الأذى ..
وهل يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم.
لقد كانت معركة غزة بكل فصولها ومآسيها عنوانًا للعزة والكرامة، وإيذانًا بمرحلة جديدة لا على مستوى المقاومة بل وعلى مستوى الأمة لقد هزمت القوة الرابعة في العالم، وسقط الوهم، وعلم الناس كل الناس أن الإسلام إذا دخل معركة لا يهزم، وردد الناس {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً} علم المنهزمون أن الذين كانوا بالأمس يستضعفون ويحاصرون يمكنون اليوم، أما المؤمنون فهم مستيقنون بقوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}.
إخوة الإسلام هل كانت هزيمة اليهود في غزة مجرد عواطف رددها المسلمون - كما يزعم المرجفون الذين ماتوا بغيظهم؟ لندع الحقائق تتحدث، ولنسمع إلى اعتراف الأعداء بهزيمتهم، ففي صحيفة (هارتس) اليهودية الصادرة في الأرض المحتلة يقول أحد كتابها السياسيين اليهود: هناك مظاهر كثيرة تدل على فشل الحرب التي شنها جيشنا على غزة، ومن أبرزها: استمرار إطلاق الصواريخ وعدم قدرة عملية صب الرصاص على إخماد شيء منها، ومن تلك المظاهر: استمرار تهديد المقاومة الفلسطينية في غزة بتوسيع رقعة الزيت بقذف الصواريخ إلى أكثر من خمسين كيلو مترًا، ومن أهم مظاهر هزيمتنا في غزة عدد من قتل من الأطفال والنساء والمدنيين، وما هدم من البيوت.
والمساجد والمستشفيات، مما جعل الشعوب في العالم كله تتظاهر ضد دولتنا، ومما جعل عددًا من