للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمسؤولِ عن تحريرِ الصحيفة، وتأديبُهما تأديبًا رادعًا، واستتابتُهما عما حصلَ منهما؛ لأنَّ هذا المقالَ يُعتبَرُ من نواقضِ الإسلام، ويوجِبُ كفرَ ورِدَّةَ مَن قاله أو اعتقده أو رضيَ به، لقوله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (٦٥) لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (١) فإنْ تابت، وإلا وجبَ قتلُهما لكفرِهما ورِدَّتِهما» (٢).

وفي هذا الزمنِ تُثارُ الأسئلةُ التالية: هل توقَّفتْ هذه الجريدةُ عن هذه الحربِ؟ وما الفرقُ كمًّا ونوعًا بين ما نشرتْه في الماضي وما تنشرُه ومثيلاتُها في هذه الأيام؟ وهل نسمعُ فتاوى ومطالبةً بالمحاكمةِ لكتَّابٍ وكاتباتٍ من أمثالِ هؤلاء من العلماءِ المعاصرين؟ وإلى متى يستمرُّ نشرُ الفجورِ والفسوقِ والسخريةِ والاستهزاءِ بأحكام الشرع وحملتِه في بلاد الحرمين الشريفين؟ ! لقد بلغَ السيلُ الزُّبى، وآن الأوانُ لوقفةٍ جادَّةٍ تضعُ حدًّا للموتورينَ وتنتصرُ للحقِّ وأهلِه، وتقمعُ الباطلَ وجندَه، فمَن يا تُرى يَنذُرُ نفسَه لهذه المهمَّةِ الجليلة؟ وهذا جزءٌ من واجبِنا جميعًا في إنكارِ المنكَر والردِّ على المبطِلين، فالعالِمُ يُفتي ويكتب، وغيره يُطالِب ويتابع.

٢ - وجزءٌ آخرُ من واجبِنا تجاهَ هذه الحَمَلاتِ والحَرَكات أن نُسهِمَ في الدفاعِ عن الأعراض، ونمنعَ بقَدْرِ المستطاع أن تصيرَ بلادُنا إلى مثلِ ما صارتْ إليه البلادُ الأخرى، فالمرأةُ -بلا شكٍّ- إذا تُرِكَت لدَعَواتِ المُغرِضين -بأهدافِهم السيئةِ ووسائِلهم المنكَرة- ستصبح بوابةً كبرى للفسادِ، وما نَطَقَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم عن الهوى وهو القائل: «ما تركتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرجالِ من النساءِ» (متفق عليه).


(١) سورة التوبة، الآيتان: ٦٥ - ٦٦.
(٢) مجلة البحوث عدد ٣٢ سنة ١٤١٢ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>