للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العِدْلانِ، ونعمتِ العلاوة: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}: فهذانِ العدلان، {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} فهذه العلاوة .. والعدلان: ما يوضعانِ على جانبيّ البعير، والعلاوةُ بينهما .. والمعنى: أُعطوا ثوابَهم وزيدوا أيضًا (١).

هنا عبادَ الله تتحولُ البلايا إلى عطايا، والمحنُ إلى مِنح .. لكن دونَ ذلكَ الصبرُ والتقى، واليقينُ والتوكُّل، والاحتسابُ والشكرُ، وتلكَ وأمثالُها من معانٍ قيمةٍ لا يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيم. وذو علمٍ بأسرارِ المصائبِ ونتائجها.

الوقفة السادسة: (من أسرارِ هاتينِ الآيتينِ ودروسِهما):

قال السعديُّ رحمه الله: اشتملت هاتانِ الآيتانِ على توطينِ النفوسِ على المصائبِ قبلَ وقوعِها لتخفَّ وتسهُلَ إذا وقعت، وبيانِ ما تُقابَلُ به إذا وقعت وهو الصبرُ، وبيانِ ما يُعينُ على الصبرِ وما للصابرينَ من أجر، وإن هذا الابتلاءَ سُنةٌ من سننِ الله (٢).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (٣).


(١) تفسير ابن كثير ١/ ٢٨٥ عند الآية.
(٢) تفسير السعدي ١/ ١٨٢، ١٨٣.
(٣) سورة محمد، الآية: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>