شعبٌ من سائرِ الناسِ، فيهم النقائصُ المذكورةُ، والعيوبُ المأثورةُ، وأن الهزائمَ تأتيهم من هنا وهناك، وبأعمالٍ بسيطةٍ يقع لليهود خذلانٌ وهزائمُ ونكباتٌ لم تخطر على بالِ أحد.
أيّها المسلمون: وحين نربِّي أنفسَنا وأجيالَنا اللاحقةَ على عدم التهيُّبِ من يهودَ، بل ونكشفُ جبنَهم وضعفَهم عند اللقاءِ. فَلأنَّ معركتَنا معهم معركةٌ أزليّةٌ .. ونحنُ واجدونَ تأكيدَ هذه المعركةِ الأزليةِ مع اليهود في كتابِ الله لعدة أمورٍ، منها:
٢ - تقدّمَ حديثُ القرآنِ عنهم في الفترةِ المكيةِ، وهي فترةٌ لم يكن فيها احتكاكٌ مع اليهودِ، بل كان لدى المسلمين من جبهاتِ المشركينَ ما يكفيهم عن فتحِ جبهةٍ مع غيرِهم .. فلماذا تقدّمَ حديثُ القرآنِ عنهم؟
لقد قيل: لعلّ من حِكَم ذلك أن تعلمَ الأجيالُ اللاحقةُ من المسلمينَ أن المعركةَ مع اليهودِ معركةٌ مستمرةٌ، بغضّ النظرِ عن المواقع التي يحتلُّها كلٌّ من الطرفينِ، قوّةً أو ضعفًا، والله أعلم (١).
٣ - وثالثُ هذه المؤشّرات على أنّ الصراعَ مع اليهودِ أزليٌّ، أن آياتِ القرآنِ الكريمِ ما فَتئتْ تنزِلُ مخاطبةً الأحفادَ بجرائمِ الأجدادِ لليهود، واللهُ تعالى حَكَمٌ عَدْلٌ، لا يُؤاخِذُ أحدًا بجريرةِ غيرِه، لكن قيل: من أسرار هذا التقريعِ أن اليهودَ جنسٌ واحدٌ، وفصيلةٌ متقاربةٌ، وطِباعُهم وخصائِصُهُم تسري من الكبارِ إلى الصِّغارِ، وتتوارثُها الأجيالُ إثْرَ الأجيال .. ولذلكَ يُخاطَبُ اللاحقونَ بما صنَعه