للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السابقون، فهم على إثرِهم مقتدونَ. وعلى المسلمينَ وهم يقرءونَ هذه الصفاتِ لليهود ألا يظنُّوها في أجيالِهم السابقةِ، بل وفي اللاحقةِ على حدٍّ سواءٍ، وأن يستعدّوا للمعركةِ معهم بطبائعِهم وخصالِهم، وأن يتخذوا من القرآنِ دستورًا لتوجيههم في معركتهم مع يهودَ.

٤ - ويتذكَّرُ المسلمُ كلَّ يومٍ، بل في كلِّ لحظةٍ يقومُ فيها لله مُصليًا انحرافَ اليهودِ - وكذا النصارى - عن صراطِ الله المستقيم، كُلَّما قرأ سورةَ الفاتحةِ، ومنها {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (١) ويستشعرُ عداوتهم، ويستعدُّ لمواجهتهم.

إخوة الإيمانِ: وأهلُ الإسلامِ يملكونَ سلاحًا معنويًا قادرًا على إمدادِهِم بالنصرِ لو استشعروه واستثمروه، إنهم يملكونَ المنهجَ الحقَّ، وهذا المنهجُ قادرٌ على توحيدِهم وعلى دَفعِهم لمواجهةِ المُبْطلينَ - أيًّا كانوا - واللهُ تعالى معهم يدعوهم لقتالِ أعدائهم ويعدهم بالنصر ويتوعد غيرهم بالعذاب {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} (٢) فكيف إذا تزوّدت الأمةُ المسلمةُ - مع سلاحِ الإيمانِ بسلاحِ العلم، وأخذتْ نصيبَها من التقنيةِ؟ أما الأممُ الكافرةُ - وفيهم اليهودُ والنصارى - فمهما قيل عن امتلاكهم لأنواعِ الأسلحةِ وتفوُّقهم في التقنيةِ، فلربّما أتى عليهم يومٌ يعانونَ فيه من تبعاتِ هذه الأسلحةِ النووية - كما تُعاني اليومَ الدولُ الشرقيةُ - من تبعاتِ تدميرِ الأسلحةِ النووية التي خلَّفها لها الاتحادُ السوفيتي، وبالتالي تتحولُ هذه الأسلحةُ من كونها مصدرَ رعبٍ وقوةٍ إلى كونها مصدرَ ضعفٍ وخوفٍ.

عبادَ اللهِ: وخلاصةُ القولِ أنه لا خيارَ للأمةِ عن مواجهةِ اليهودِ، بعد أن


(١) سورة الفاتحة، الآية: ٧.
(٢) سورة التوبة، الآية: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>