للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحنابلةِ، فقويَ جانبُ الحنابلةِ قوةً عظيمةً بحيثُ إنه كان ليس لأحدٍ من الأشاعرة أن يشهدَ الجُمعةَ ولا الجماعاتِ .. اهـ

حقًا إنها مأساةٌ عظيمة أن يكون الشِّقاقُ والخِلافُ والتناحرُ بين العلماء في مسائلَ يَسَعُ الخلافُ فيها، وأن تصلَ الحالُ بهم إلى تركِ ما هو أعظمُ من تلك المسائلِ الخلافية .. مثل تركِ الجمعةِ والجماعة (١).

وكم يجدُ الأعداءُ فرصتَهم حين تقعُ الأمةُ في شيءٍ من التنازعِ فيضربوا بعضَهم ببعض، ويستفيدوا من ضعفاءِ النفوس لتحقيق أغراضِهم ومآربِهم حتى إذا انتهَوْا منهم رَكَلُوهم بأقدامِهم، وربما أتبَعُوهم بأصحابِهم!

فهل يا تُرى يقرأ المسلمون - عامةً - التاريخَ، وهل يستفيدُ الأمراءُ والحكامُ والعلماءُ والدعاةُ من تجاربِ الماضي .. حتى لا تتكررَ المآسي وحتى لا يظلَّ الأعداءُ يسخرونَ بالمسلمين، ويضربوا المسلمين ببعضِهم.

إنَّ الأزْمَة الراهنةَ - مع الأسف - تؤكِّدُ عدمَ استفادةِ المسلمين من تجاربِ إخوانِهم السابقين .. ولذا تتكرَّرُ المآسي .. ويتكررُ معه مكرُ الأعداءِ وغلَبتُهم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (٢).


(١) د. أحمد الزهراني، مقال في جريدة البيان عدد ١٦٩ رمضان ١٤٢٢ هـ بعنوان: ما أشبه الليلة بالبارحة.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>