للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخالقه، وفيها عونٌ للمرء على حوائج دينه ودنياه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} (١)، ولم تكن الوصية بالصلاة قصرًا على الحكماء، بل أُوصى بها الأنبياءُ، وأُمر بها المرسلون عليهم السلام: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} (٢)، {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (٣)، {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (٤).

وأَمر بها المرسلون أهليهم وأممهم: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} (٥)، {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} (٦).

وفي ساحات الوغى لم يُعذر المسلمون بترك الصلاة، بل نزل تشريعُ صلاة الخوف، ثم قيل لهم: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (٧).

أيها المسلمون: ويبلغ الاهتمامُ بالصلاة عند عباد اللهِ الصالحين إلى درجة تُنحر الجيادُ من الخيل، إذا ألهت عن الصلاة في وقتها، ولو كان عددُها كثيرًا، ولو كان الهدفُ منها جليلًا، وكذلك أثنى اللهُ على سليمان - عليه السلام - وأعاضه عن الخيل بالريح المسخرة، فكان يقطع عليها من المسافة في يومٍ ما يقطع مثله على الخيلِ في شهرين غدوًّا ورواحًا (٨).

أيها المتكاسلون عن أداء الصلاة في وقتها، اسمعوا ثناء الله على سليمان - عليه السلام - بشأن الصلاة: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (٣١) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢)


(١) سورة البقرة، الآية: ١٥٣.
(٢) سورة مريم، الآية: ٣١.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ٧٣.
(٤) سورة الكوثر، الآية: ٢.
(٥) سورة مريم، الآية: ٥٥.
(٦) سورة طه، الآية: ١٣٢.
(٧) سورة النساء، الآية: ١٠٣.
(٨) تفسير القرطبي: ١٥/ ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>