للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغرضون. أو الجاهلون من أهل الأهواء ومن يتجرأ ليقول أن محمد بن عبد الوهاب عميل للإنجليز؟ وكم هي مفارقة عجيبة أن نجد من علماء الغرب من يتصف محمد بن عبد الوهاب ويثني على دعوته وهم غير مسلمين، بينما نجد من يتهم ويفتري عليه الكذب من المسلمين؟ ودونهم هذا النموذج العربي المنصف يقول لوثروب: وبينما العالم الإسلامي مستغرق في هجعته، ومنزنح في ظلمته إذا بصوت يدوي في قلب الصحراء في شبه الجزيرة العربية، مهد الإسلام فيوقظ المؤمنين ويدعوهم إلى الإصلاح والرجوع إلى سواء السبيل والصراط المستقيم، فكان الصارخ بهذا الصوت إنما هو المصلح المشهور محمد بن عبد الوهاب (حاضر العالم الإسلامي) ج ١ ويقول جولد زيهر: يجب على من نصب نفسه ليحكم على الحوادث الإسلامية أن يعتبر الوهابيين أنصارًا للرئاسة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي والصحابة (١).

إن تطاول على السلفية الحقة جاهل فتلك مصيبة، والمصيبة أعظم حين يتطاول عليها عالم مطلع يملك أدوات البحث ويفرق بين الحق والباطل، وإن تطاول على السلفية أصحاب مذاهب منحرفة وطوائف مختلفة الفكر والمعتقد فالمصيبة أعظم إن جاء الهجوم على السلفية (الحقة) من أهل السنة والجماعة، ولئن جاء الهجومُ على السلفية من قبل الرعاع والجهلة فالمصيبة أعظم حين يدخل على الخط في الهجوم على السلفية منابرُ علمية، ومؤسسات دينية لها في العلم والمعرفة تاريخ، ولها في العالم الإسلامي مكانة وأثر.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.


(١) عن كتاب محمد بن عبد الوهاب لمؤلفه: سليمان الحثيل/ ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>