دعوات طائفية مغرضة اليوم تدعوا إلى فصل السلفية عن بقية أهل السنة والجماعة وتتبنى الهجوم عليها حتى يسهل اختراق الأمة، وزرعُ البغضاء بين أبناء الملة الواحدة والسلفيةُ لا تتخذ من مناكفة الحكام غرضًا وهدفًا، بل ترى الطاعة للوالي بالمعروف، لكنها في الوقت نفسه ليست مرتقىً سهلًا يمتطيه الساسةُ في أوقات الحاجة لترويج مشاريعهم المنحرفة، وتخويف الساسة الغربيين بهم مستقبلًا، إن حلّت بهم كارثة أو ثارت عليهم شعوبهم. وحين يشغبُ على السلفية مسلمون، ويرميهم بالطعون موحدون يبقى الغربُ- ومع كل أسف- أبصر من هؤلاء بحقيقة السلفية ودورها وأثرها، ولذا تراهم يتخوفون منها لعلمهم بأصالة منهجها وثبات معتقدها، وقدرتها على التغيير والتأثير.
لا غرابة أن يُهاجم الغربُ السلفية، وأن يشوِّهوا صورة السلفيين، فهم السلفيون أكثر من غيرهم معرفة بالغرب وأهدافه، وهم أكثرُ الناس بغضًا للغرب لعداوتهم القديمة المتجددة على المسلمين، والغربُ يدرك أن المنهج السلفي أكثرُ ثباتًا وتوازنًا من غيره، وإذا طوّع الغربُ المناهج والمذاهب الأخرى لسياسته وأهدافِه بقي المنهج السلفيُ عصيًا على الذوبان، مستمرًا في حراسة الحصون، لهذه الأسباب وغيرها يكره الغربُ الإسلام عمومًا، والمنهج السلفي خصوصًا.
أيها المسلمون في زمن محاربة الفساد ينبغي أن يحتل محاربة الفساد العقدي موقعًا مهمًا من المصلحين فهو لا يقل أثرًا عن الفساد المالي والإداري.
وفي زمن الفتن والابتلاء والفرقة والضَعف لا ينبغي أن نزيد في ضعفنا، ونفرق صفّنا، ويشتغل بعضُنا ببعض، والكاسبُ هو العدوُ المتربصُ، إن كان ظاهرًا أو منافقًا.
وعلى السلفيين أن يحملوا المنهج السلفي بكل وسطية واعتدال للآخرين،