للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عربي؟ .. أفيقبل هذا الترحيب بالمستعمر الكافر من مسلم؟ ولولا كلمات القوم ما صدقنا .. وهذا أحد المحسوبين علينا ودون خجل يقول: «إنني من أكثر الناس تفاؤلًا بقدوم أمريكا إلى العراق، وعندي أسباب عديدة أولها: أن أمريكا لم تدخل بلدًا إلا وحسنت من أوضاعه .. إلى أن يقول: إنني واثق أن أمريكا ستلعب في منطقتنا دور المعلم الحازم الذي يريد النجاح لتلاميذه حتى لو تطلب ذلك درسًا قاسيًا، إن العالم العربي لن يتغير من تلقاء نفسه لذلك أقول: أهلًا بالنموذج الأمريكي الحر {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم} (١).

لست أدري كيف تجرأ الكاتب هذه الجرأة .. وكيف تجرأت الشرق الأوسط على نقل المقال؟

إننا أمام شريحة في المجتمع غريبة في فكرها متطرفة في طرحها، جريئة في استفزازها ومهما تعددت مسميات هؤلاء أو اختلف الناس في تصنيفهم بين علماني، وعصراني، وعقلاني أو حداثي أو مستغرب أو لبرالي فالمهم أن نعرف انتماءهم وجذورهم الفكرية ومن اعترافاتهم ندينهم، وحتى لا نتجنى عليهم هذا أحد أصحاب هذه المدرسة يربط بين ثقافتهم وثقافة الغرب وتاريخهم ويقول: «إن الحديث عن حداثة عربية مشروط تاريخيًا بوجود سابق للحداثة الغربية، وبامتداد قنوات للتواصل بين الثقافتين» (٢).

و(العلمانية) التي يوصفون بها أحيانًا، لا يكتفون بالانتماء إليهم، بل ويبلغ الهوس بهم وبها حدًا يتهمون (القرآن الكريم) بالعلمنة؟ ويقول قائلهم إن


(١) (جريدة) الشرق الأوسط ٣/ ٤/ ٢٠٠٣ م عبد العزيز الدخيل).
(٢) [القائل: محمد برادة، والمصدر د. عبد الرحمن الزبندي: العصرانية في حياتنا الاجتماعية ص ٢٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>