وقد ذمت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من بلغها عنه خلاف ذلك، فقالت: إن رجالاً يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثًا فقالت: قرأوا أو لم يقرأوا، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب، ولا بآية فيها تخويف ألا دعا واستعاذ (١).
فهل يكون لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، نقرأ القرآن بتدبر وخشوع .. نداوي به جراحنا، ونصلح به ما أعوج من أخلاقنا وسلوكياتنا، ونصون به حمانا، وندافع به عن معتقداتنا، ونربي عليه أبناءنا، ونزكي به أنفسنا، وينصح به خاصتنا عامتنا، ويكون هو الفيصل في قضايانا، وإليه المرجع والتحاكم في صغير أمورنا وعظيمها.
إن ذلك هو الأليق بنا وهو الأمر الطبيعي في حياتنا وخلافه أمر شاذ في مجتمعاتنا.
اللهم علمنا الحكمة والقرآن، وفقهنا في الإسلام، وادفع عنا غوائل مردة الإنس والجان ... أقول هذا القول وأستغفر الله.