إلى إيذاء موسى، بل وقتل عدد من الأنبياء، فضلًا عن التكذيب والأذى وليس الحديث عن انحرافات يهود واستجماعًا لموقف اليهود ولكن يكف أن نقف على مشهد من هذه المشاهد المخزية في تاريخ اليهود في قصة واحدة تكرر عرض القرآن عنها .. لبيان الحقيقة من جانب، ولأخذ العبرة والموعظة من جانب آخر.
إنها قصة أصحاب السبت وما أدراك ما أصحاب السبت؟
هم الذين قال الله عنهم في سورة البقرة {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}.
وفصَّل القول عنهم في سورة الأعراف فقال تعالى:{واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}.
لقد طلب أولئك القوم أن يكون لهم يوم راحة مقدس، فجعل لهم الله يوم السبت مقدسًا لا يعملون فيه للمعاش. وقد حرم الله عليهم أن يعملوا في السبت شيئًا، فابتلاهم الله بالحوت يخرج ويتكاثر يوم السبت .. وكان ابتلاءً لم تصمد له يهود .. وهل تتركه اليهود وفاءً بعهدٍ أو استمساكًا بميثاق؟ إن هذا ليس من طبع يهود وقد قال الله عنهم:{فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ}.
لقد اعتدى اليهود في السبت .. وبطريقة ملتوية، وظنوا أنهم يخدعون الله وهو خادعهم، فراحوا يحوطون على الحيتان في يوم السبت ويقطعونها عن البحر بحاجز ولا يصيدونها .. لقد وضعوا لها الحبائل والشخوص والبرك قبل يوم السبت، فلما جاء السبت وكثرت الحيتان نشبت في هذه المصائد ..