للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (١).

ومؤلمٌ أن يتطاول المجرمون بنشر فسادهم، أو السخرية بمن يأمرهم وينهاهم، أو بنوعٍ من الأذية لمن يحاول كشف أوكارِ فسادهم، وهنا لا بد من تكاتف الجهود، والشجاعة - دون تهوّرٍ - في الأمر والنهي. والرفقُ ما كان في شيء إلا زانه، ولا نُزع من شيء إلا شانه، والصبرُ مطلبٌ رئيس في الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وقبل ذلك وبعده فلا بد من العلم بما يُؤمر به وما ينهى عنه ... والحلمُ على من يُؤمر ويُنهى، وعدمُ الانتصار للنفس أو الغضب للذات، بل غيرةً لدين الله وحرماته، وحرصًا على هداية الآخرين واستقامتهم، وعدم تجاوز منكرهم إلى غيرهم.

ولا بد كذلك من وازع سلطانٍ وقوة حاكم يذل لسطوته المجرمون وينتصر للمظلومين، وقد ثبت عن عثمان رضي الله عنه: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن» (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن النهي عن المنكر إقامةُ الحدود على من خرج من شريعة الله، ويجب على أولي الأمر - وهم علماءُ كلِّ طائفةٍ وأمراؤها ومشايخُها - أن يقوموا على عامتهم ويأمروهم بالمعروف، وينهوهم عن المنكر .. إلى آخر كلامه يرحمه الله (٣).

عباد الله: أما وازعُ القرآن فيملكه كلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ قادرٍ على أن يأمر بالمعروف الذي جاء في القرآن، وينهى عن المنكر الذي نهى عنه، وإياكم يا


(١) سورة الأعراف، الآية: ٩٦.
(٢) ابن باز: وجوب الأمر بالمعروف.
(٣) الاستقامة: ٢/ ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>