الشهر عونًا على التوبةِ والإنابة، فالصيامُ يورث التقوى، ويردع عن الفواحشِ، ويكسرُ شهوةَ البطن والفرج، ومردةُ الشياطين تُصفَّد، وأبوابُ الجنة تفتح، وأبواب النار تغلق - وكل ذلك من دواعي التوبة ومعينٌ عليها، ومحرومٌ من دخل عليه شهرُ رمضان ثم خرج ولم يُغفر له «رغمُ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثم انسلخ قبل أن يغفر له».
٤ - ونستقبله، بل نبدأ الصيام والقيام، بالإخلاص لله ورجاءِ مثوبتهِ .. فالإيمانُ والاحتسابُ شرطان للمغفرة للصائمين والقائمين، وفي الحديث المتفق على صحته:«من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»، «ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه».
٥ - ونستقبله ونتواصى فيه على الجود وزيادة المعروف والإحسان، وفي رسول الله أسوةٌ حسنة، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان، ووصف جودُه - حين يلقاه جبريلُ في رمضان - بأنه كان أجودَ بالخير من الريح المرسلة (١).
٦ - معاشر الأئمةِ: واستقبلوا رمضان بحثِّ جماعتكم على الخير، وبحسن تلاوة كتاب الله حين تؤمُّون المسلمين، وترغيب الناس في التراويح والقيام، ومراعاة أحوال الناس قدر الإمكان، وبما لا يُخلُّ بواجب، أو يفوِّتُ سُنَّةً، واختاروا الكتاب المناسب للقراءة، والموضوعات المفيدة للحديث للرجل والمرأة، والصغير والكبير، والخيِّر والراغب في الهداية، ومن الخير أن يكون هذا الإعدادُ سابقًا لدخولِ رمضان.
٧ - أيها الأخيارُ في كل حي: وجميلٌ منكم أن تسهموا مع الأئمة وجماعة المسجد على كل خير، لا سيما وجموعٌ من المصلين تَفِد إلى المساجد في شهر