للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما يصيبهم، حتى يصلح الله حالهم أو يتوفاهم وهو راضٍ عنهم، وصدق الله: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم} (١). وصدق الله إذ يقول: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (٢).

اللهم اصلح أحوالنا وبصرنا بمواطن الضعف في نفوسنا، واكفنا شرَّ أعدائنا، وأصلح ذات بيننا.

أيها المسلمون! وما دام الحديث عن المخاطر التي تهدد الأسر ..

فلا شك أن مما يهددها في عصرنا الحاضر حوادث السيارات المفزعة، ولا شك أن من أبرز أسبابها السرعةُ المتهورة، أو التساهل في قطع الإشارة المرورية؛ وما ينجم عنه من حوادث مروعة، وإني أوصيكم ونفسي بأن نجنب أنفسنا هذه المخاطر بسبب سوء صنيعنا، فالسرعة الجنونية والاستهانة بالإشارات المرورية، كل ذلك طريق للهلاك وإهلاك الآخرين والله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}، {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، والانضباط في القيادة دليلُ العقلِ والرُّشدِ، واحترام قواعد السير المُنظمة دليلُ الوعي وحسن الذوق، وإذا استرخصت نفسك فاعلم أن أنفس الآخرين غالية، وكن قدوة صالحة لغيرك، واعلم أن الإسلام وضع آدابًا للطريق وحقوقًا للآخرين عليك أن ترعاها، وهذا لا ينبغي أن يكتفى بالتنبيه عليه في أسابيع المرور فحسب بل ينبغي أن يكون محلَّ اهتمام في كلِّ وقت. هذا وصلوا.


(١) سورة الأنفال، آية: ٥٣.
(٢) سورة الرعد، آية: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>