المحاسن وتقويم الأخطاء ومعالجتها بحكمة وعدل، وانطلاقًا من هذه القيم للمسئولية الإعلامية، فأين وسائل الإعلام- وعلى رأسها الصحافة- عن رجالات الهيئة حين اعتدى عليهم أصحاب الشهوات، وأرباب الجرائم .. حتى دخل بعضهم المستشفيات فأين دفاع الصحافة عنهم، وأين مطالبتها بتتبع متقصديهم بالسوء، وهل تناولوا قضيتهم تلك بمثل ما يتناولون اليوم قضايا موت لأشخاص .. صرح المسئولون عن الهيئة عن ملابساتها وظروفها ..
أين الصحافة وكُتَّاب الأعمدة عن عرض منجزات الهيئة، وتفاني رجالاتها في خدمة المجتمع والمساهمة في تحقيق الأمن .. هل تنكر إنجازاتهم في قبض المروجين وفي حماية الأعراض .. أو غيرها من القضايا .. أليس الله يقول:{وإذا قلتم فاعدلوا} فأين العدل في عرض ما للهيئات وما عليها؟ ألا يستشعر أولئك أن القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سر من أسرار البقاء وأمان من العذاب، والله يقول وهو أصدق القائلين {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (١١٦) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: ١١٦، ١١٧]
ألسنا ندرك جميعًا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للتمكين في الأرض {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}.
ومن يتحمل اللعن .. وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، وذلك جزاء من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨) كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}