إخوة الإيمان وفي زحمة الحياة الدنيا وصخبها، وفي ظل زينتها وافتتان الناس بها. ولهوهم وغفلتهم وانشغالهم عن الحياة الأخرى نحتاج إلى تذكير بقضايا العقيدة الكبرى فعليها ينبغي أن تقوِم الحياة، وعليها ينبغي أن يكون الممات، وليس للعبد خيار في صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله، كالخوف والرجاء والدعاء والذبح والنذر، والتوكل والإنابة، والاستعانة والاستعاذة .. ونحوها من أمور العبادة الأخرى.
لا خيار لنا في صرف شيء منها لغير الله والحق تعالى يقول {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه .. }.
وحين يضعف اليقين، أو تغيب عن الناس تعاليم المرسلين يتخبطون في مسيرتهم، ويشركون مع الله غيره في عبادتهم.
وتعالوا بنا معاشر المسلمين لنقف مع أنفسنا وقفة مصارحة ومحاسبة في واحدة من هذه العبادات لنرى واقعنا ونبصر حجم أخطائنا ونعود إلى رشدنا.
إنها عبادة التوكل على الله التي يدعوني للحديث عنها قلة ما يسمعه الناس عنها، وكثرة الأخطاء فيها، وشيوع الجهل في تحقيق مقصد الشرع منها.
واستعجل في ذكر شيء من هذا الأخطاء الواقعة في هذه العبادة في حياة الناس اليوم حتى يعلم مسيس الحاجة للحديث في الموضوع هذا من جانب، ومن جانب آخر حتى تكون معرفة الداء طريقًا لأخذ الدواء.
فمن مظاهر عدم التوكل على الله- حق توكله- التخوف الذي يصل إلى درجة الهلع والرعب- ليس من تذكر القيامة ومشاهدها، وإنما لأمر طارئ من أمور الدنيا، والحرص والطمع المؤديان إلى الشح والبخل، وطلب الشفاعة دائمًا من الآخرين فيما قدروا عليه وما لم يقدروا، والاستدواء بالأدوية المحرمة