للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذهاب للسحرة والكهان وأهل الشعوذة والدجالين وطلب النصر والحماية من الآخرين، وتعليق الرزق أو الأجل على أسباب لا تنتهي إلى رب العالمين، والشعور الدائم بالقلق، والتفكير السلبي بالمستقبل، والتخوف المستمر على المال والولد والاستجابة لوساوس وأوهام الشياطين، والتذلل المخزي للخلق أيا كانت منازلهم، والسكوت عن قولة الحق لا لمصلحة في الدين وإنما خوف التبعة وإيثارًا للسلامة والعافية حتى وإن كان في ذلك غضب رب العالمين، والتجاوز في طلب الرزق من الحلال إلى الحرام ومرده ضعف اليقين وقلة التوكل على الله في تأمين رزقه ورزق من يعوله من البنات والبنين .. إلى غير ذلكم من المظاهر.

إخوة الإيمان إذا علم هذا فينبغي أن يعلم أن التوكل عبادة لا يجوز صرفها لغير الله، وإنها من أعمال القلوب، وهي اعتماد القلب على الله وثقته به، وأنه كافيه، قال الله تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} جاء في المسند وسنن ابن ماجه والدارمي عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأعلم آية في كتاب الله عز وجل لو أخذ الناس بها لكفتهم» {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا} (١).

وينبغي أن يعلم أيضًا أن التوكل قرين الإيمان، فلا إيمان بلا توكل، قال تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} (٢).

قال العلماء: التوكل فريضة يجب إخلاصه لله، وهو من أجمع أنواع العبادة وأعظمها لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة فإنه إذا أعتمد على الله في جميع


(١) سورة الطلاق، الآية: ٣. (معارج القبول ١/ ٤٠٥ - ٤٠٧)
(٢) سورة المائدة، الآية: ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>