للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدساتير البشرية، فقل على المجتمع بل على الأمة السلام، وتلك من أعظم صور هجر القرآن.

إن الله تعالى أمرنا بالتحاكم إلى القرآن، ووصف الذين لا يحكمون به بالكفر والظلم والفسوق فقال تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، وفي آية أخرى {فأولئك هم الظالمون} وفي آية ثالثة (فأولئك هم الفاسقون} (١).

ومن حق المسلم في ديار الإسلام أن يطلب التحاكم إلى القرآن في كل أمر يهمه، أو قضية تعرض له ومن حقه كذلك أن يرفض التحاكم إلى القوانين البشرية والأنظمة المستوردة .. لكن لا ينبغي أن يكون الهوى والمصلحة هما المسير له، فأيهما وجد فيه مصلحة له انساق له ورضي به، وليس من داع أن يقال لك أخي المسلم إن حكم الله دائمًا وحكم القرآن أبدًا فيهما المصلحة للبشر في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لأن تلك بدهية من البدهيات، ولأن الذي خلق أعلم بمن خلق، وهو الحكيم الحميد، فكيف والعالم اليوم عاد يشكو من الظلم والاضطهاد، وبات يتبرم من أحكام شريعة الغاب، وأضحى القادة والمفكرون في البلاد الكافرة يبحثون عن مخرج ويتلمسون المنقذ .. ولا مخرج إلا بالإسلام، ولا منقذ إلا الرحمن، فهل يعي المسلمون دورهم، ويكونون عند حسن الظن بهم، ويقدمون للعالم كله أنموذجًا للحياة السعيدة في الدنيا، وطريقًا آمنًا للوصول إلى الآخرة.

اللهم هيء للمسلمين من أمرهم رشدًا. اللهم اهدهم واهد بهم، وارحمهم وارحم بهم، هذا وصلوا على النبي ... صلى الله عليه وسلم.


(١) سورة المائدة، الآية: ٤٤، ٤٥، ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>