للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمة الإسلام يا من أفاء الله عليهم بالنعم ... أليس من حق المنعم عليكم أن تشكروه؟ والشكر ليس مجرد كلمات تقال باللسان، بل هو مع ذلك سلوك تصدقه الجوارح، لقد كان أسلافكم فيما مضى في شظف من العيش، وقلة من الدنيا، ومع ذلك كان للصلاة عندهم قدر ومكان ... أفهكذا يكون الشكر؟ أم هكذا يقابل الإحسان؟ وعلى الذين يظنون أن الصلاة ربما عاقتهم عن الرزق والكسب المباح أن يعلموا أن الصلاة سبب للرزق وزيادة في الفضل وقد ورد القرآن الكريم عدة آيات تعد الذين يقيمون الصلاة بالرزق وزيادة الفضل، يقول تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (٣٧) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (١).

أرأيتم كيف قرن الله بين من لا تلهيهم التجارة ولا البيع عن ذكر الله وعن الصلاة، وبلين الرزق وزيادة الفضل؟ وحتى لا يرد في النفس تساؤل ومن أين يأتي الرزق لمن هو عاكف أو مقيم في المسجد، قال تعالى في نهاية الآية: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٢).

ثم تأمل أخي الكريم هذه الآية الأخرى التي تؤكد هذا المعنى وتضمن للمقبلين رزقهم، بل توفيهم وتزيدهم، يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} (٣).


(١) سورة النور، الآيات: ٣٦ - ٣٨.
(٢) سورة النور، الآية: ٣٨.
(٣) سور فاطر: الآيتان: ٢٩، ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>