للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (١).

٢ - واحذر الكذبَ فهو يهدي إلى الفجور، والفجورُ يهدي إلى النار، والكاذبونَ ملعونونَ كذلك في كتاب الله: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (٢)، {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (٣).

وكم يتساهلُ نفرٌ من المسلمينَ بالكذبِ، إنْ في البيعِ أو الشراء، أو في القضاءِ أو الاقتضاءِ، في ادِّعاء الحقوقِ أو إنكارِ الواجباتِ، كذبٌ بين الرجال، ومثلُه أو أعظمُ بين النساءِ، وهكذا يسري بين الشبابِ والأطفالِ .. ولا يزَالُ الرجلُ يكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتبَ عند الله كذَّابًا .. فاحذروا الكذبَ كلَّه أبيضَه وأسودَهُ، قليله، وكثيرهُ، واتقوا اللعن في كتابِ اللهِ.

٣ - معاشرَ المسلمين: واحذروا قطيعةَ الأرحامِ، فقد جاءَ الوعيدُ بقطعها في القرآن مقرونًا باللعنِ، ومعه الصمَمُ والعَمى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} (٤).

قال ابنُ كثيرٍ رحمَه اللهُ: في الآيةِ نهيٌ عن الإفسادِ في الأرضِ عمومًا، وعن قطعِ الأرحامِ خصوصًا (٥).

وروى الإمامُ أحمدُ بسندِه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما يكشفُ عن عقوبة قطيعةِ الرحمِ، فقال عليه الصلاةُ والسلام: «ما من ذنبٍ أحرَى أن يُعجِّل اللهُ عقوبتَه في الدُّنيا، مع ما يدَّخرُ لصاحبِه في الآخرة من البغي وقطيعةِ الرَّحِمِ» (٦).


(١) سورة الشورى، الآية: ٤٠.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ٦١.
(٣) سورة النور، الآية: ٧.
(٤) سورة محمد، الآيتين: ٢٢، ٢٣.
(٥) تفسير الآية السابقة ٧/ ٣٠٠.
(٦) رواه الترمذي وأبو داود وغيرهم وصححه الألباني «صحيح الجامع» ٥/ ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>