للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المسلمون، وبقي من الحديث عن نواقض الإسلام، الحديث عن السحر، ذلكم البلاء المستشري، والحقيقة المرة.

داءٌ من أدواء الأمم قديمًا، عرفته، ولسوء أثاره اتهمت به الأنبياء، وهم منه براء {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} (١).

وهو مشكلةٌ من مشكلات الزمن حديثًا، وفي عصر التقدم المادي تزداد ظاهرة السحر والشعوذة نفوذًا، وتجري طقوسه في أكثر شعوب العالم تقدمًا، وربما أقيمت له الجمعيات والمعاهد، أو نظمت له المؤتمرات والندوات (٢).

وهنا لابد من وقفة تُجيب على عدة أسئلة، منها:

ما معنى السحر؟ وهل له حقيقة؟ وما حكم تعلمه والعمل به؟ وما جزاء السحرة؟ ولماذا يروج السحر في بلاد المسلمين؟ وما حكم الذهاب للسحرة والعرافين؟ وما عقوبة الذاهبين؟ وما هي عوامل الوقاية وطرق الخلاص من السحرة والمشعوذين؟

إخوة الإسلام، أما معنى السحر فيطلق في لغة العرب على كل شيء خفي سببه، ولطف ودق، ولذلك قالوا «أخفى من السحر» (٣).

أما تعريفه في الشرع فهو كما قال ابن قدامة: «عقد ورُقى يتكلم به، أو يكتبه، أو يعمل شيئًا يؤثر في بدن المسحور، أو قلبه، أو عقله، من غير مباشرة له» (٤).


(١) سورة الذاريات، الآية: ٥٢.
(٢) العبد اللطيف، نواقض الإيمان/ ٥٠١.
(٣) عالم السحر والشعوذة، الأشقر/ ٦٩.
(٤) المغني ٨/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>