للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجيران والأصحاب والأحباب، وزملاء الدراسة، والوظيفة وبقي في العدد بقية وزعت على هؤلاء ليدعو كل منهم من شاء! وعلى قدر عوائل هذه الدعوات يبدأ الاستعداد للطعام والفاكهة والحلوى، والمقبلات والمشروبات .. ولا تسأل عن الإسراف في هذه الولائم وكثرة الإنفاق عليها وما يضيع منها هدرًا، وإن أحسن أهل المناسبة فدعوا لبقاياها جمعيات البر لتوزيعها على المحتاجين، وإلا كان مصيرها معروفًا .. ولله كم يخشى العقلاء وفي ديار المسلمين من يتضور جوعًا- وفيه من يمرض تخمة وإسرافًا؟ ! .

فإذا ضاع بسبب هذه الوليمة ما يزيد على عشرين ألفًا على الأقل، فلك أن تعجب حين تعلم أن الشاب قد يمكث في جمع مادة هذه الوليمة ما يقرب من عام، وربما استدانها أو استلفها وقد حضرها من جاء إليها (مجاملة)، وحضرها من الأغنياء من لم يطعمها، ومنعها الفقراء فلم يدع إليها آصلا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((شر الطعام طعام الوليمة، يُدعى لها الأغنياء ويمنعها المساكين، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله)) (١).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} (٢).


(١) رواه مسلم وغيره.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>