الرحمة والمغفرة والعتق من النار، ويفرح المشمرون لأن الفرصة تتجدد لهم، ولأن أبواب الخير تهيأ لهم، ويستبشر أولوا العزائم لأن ميدانًا فسيحًا للمسارعة للخيرات يفتح أمامهم، وواعظ القرآن يغذو سيرَهم {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}. {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ}، كما يفرح المخطئون لأن الحسنة تضاعف لهم، ومردةُ الجانِ التي تُعيق سيرهم تُصفَّد ويضعف أثرُهم يستبشر المذنبون والمقصرون بشهر الصيام لأنهم يجدون فيه عونًا على التوبة وتطهير النفوس وإصلاح القلوب وما منا إلا وله ذنبٌ وخطايا، وفي شهر رمضان فرصةٌ للخلاص منها، والاستزادة من الحسنات الماحيات، والحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين.
أيها الصائمون .. يا من أدركهم شهرُ الصيام وهم يتمتعون بالصحة والعافية هلا تذكرتم إخوانًا لكم أقعدهم المرضُ عن الصيام مع المسلمين، وحبسهم العذر عن الصلاة والقيام مع المصلين، وهلا قادكم ذلك إلى شكر المنعم واستثمار الصحة بتقديم الصالحات، فقد يمرض الصحيح، ويضعف القوي، وحينها يتمنى على الله الأماني.
ويا من أدركهم شهر الصيام وهم آمنون في أوطانهم، مطمئنون بين أهليهم وعشيرتهم هلا تذكرتم نفرًا من المسلمين ساد الرعبُ والقلقُ بلادهم، وحل الخوفُ محلَّ الأمن بين شعوبهم هل ترونه يهدأ بال الخائف، أم ترونه يطمئن في عبادته الذي لا يأمن على نفسه ومن تحت يده .. ؟ ؟
إن الذين يُهيءُ اللهُ لهم نعمة الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان، والفراغ مما يشغل بال الإنسان ثم لا يستثمرون هذه النعم في مرضاة الله هم مغبونون بكل حال يقول عنهم عليه الصلاة والسلام:«نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ».