للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قيام الليل يُروى أن الحسن بن صالح رحمه الله -وكان معدودًا في الأخفياء الأتقياء- كان يقوم الليل هو وأخوه وأمه أثلاثًا، فلما ماتت أمه تناصف هو وأخوه الليل، فلما مات أخوه صار يقوم الليل كله (١).

يا أخا الإيمان جدد إيمانك في شهر الصيام وقد قيل للمؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} (٢). واستمر في إحداث التوبة والزم الاستغفار ولاسيما في شهر القرآن، ونبيك صلى الله عليه وسلم يقول: «إني لأتوب إلى الله تعالى في اليوم سبعين مرة» (٣).

وفي حديث آخر صحيح: «إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة» (٤).

وإياك أن تستثقل شيئًا من تكاليف الإسلام، أو تتبرم بشهر رمضان، وكم هي نهاية مؤلمة تلك الحادثة لسفيهٍ يُروى إنه ضاق ذرعًا حين أقبل رمضان، فأنشد:

دعاني شهر الصوم لا كان من شهر ولا صمتُ شهرًا بعده آخر الدهر

فلو كان يعديني الأنام بقوة ... على الشهر لاستعديت قومي على الشهر فأصيب بمرض الصرع، فكان يصرع في اليوم عدة مرات، وما زال كذلك حتى مات قبل أن يصوم رمضان الآخر (٥).

يا أخا الإسلام: لا يغب عن بالك شفاعة الصيام والقرآن لأصحابهما، رَوَى الإمام أحمد والحاكم بسند حسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيامُ: أي


(١) دروس رمضان؟ سلمان العودة ٦، ٧.
(٢) سورة النساء، آية: ١٣٦.
(٣) حديث صحيح رواه النسائي وأبن حبان (صحيح الجامع ٢/ ٣٢٤).
(٤) صحيح الجامع ٢/ ٣٢٥.
(٥) دروس رمضان ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>