للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل فوق ذلك جعل الإسلامُ للمرأة الرعاية في بيت زوجها وحملها مسؤولية رعايته «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».

فأين ذلك من بعض تشريعات البشر وقوانينهم التي تعتبر المرأة مع الصغير والمجنون محجورًا عليهم؟ كما في القانون الروماني والفرنسي سابقا» (١).

سادسًا: واعتنى الإسلام بتعليم المرأةِ، وقال لها وللرجل: «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون».

وخصص الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء يومًا يعلمهن مما علمه الله، وكن خير معينات على العلم والتعلم، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ذهب الرجالُ بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا، فاجتمعن فأتاهن مما علمه الله» (٢).

وأفلح تعليم المرأة المسلمة في عصور الإسلام الزاهية فكانت نوابغ النساء في كافة الفنون، تشهده بذلك مدونات الإسلام، ويفتخر عددٌ من الرجال بمشيخة عددٍ من النساء، مع كمال الحشمة والعفة والوقار، وظلت المرأة المسلمة نموذجًا يحتذى في العلم والفقه والعزة بالإسلام، لا في عصر النبوة فحسب بل فيما تلاها من القرون أيضًا وإذا تجاوزنا أمثال عائشة رضي الله عنها نموذج العلم والفقه الأول، فهذه بنتُ سعيد بن المسيب رحمهما الله. حين دخل بها زوجها وكان من طلبة والدها، وأصبح أخذ رداءه يريد أن يخرج قالت له زوجته -بنت سعيد-


(١) الإسلام والمرأة: إقبال المسلم، دانه الفليح ص ٤ - ٦، والسباعي: المرأة بين الفقه والقانون ص ٤٣).
(٢) عناية النساء بالحديث النبوي مشهور آل سلمان ص ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>