للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الخير، وذلك مذموم بين العقلاء، منهي عنه من جهة الشرع. أهـ.

ألا فتفاءلوا معاشر المسلمين وأملوا خيرًا وأحسنوا الظنَّ بربكم، وقدموا بين يدي هذا الفأل عملًا صالحًا تتقربون به إلى بارئكم، ومهما أظلمت الدنيا في وجوهكم أو حاول الشيطان أن يُقنِّطَكم .. فثقوا أن فرجَ الله قريب، وأن مع العسر يسرًا، ولن يغلب عسرٌ يُسرين، وأن الله يبلو الناس بالشر والخير فتنة ليعلم الصابرين والشاكرين، وليميز الخبيث من الطيب ..

وإذا اغترَّ بعض الخلق برحمات الخلق وأعطياتهم، انفرد المؤمنون بالتعلق برحمة الله ووثقوا بحسن عطائه فالله هو المعطي وهو المانع، والله يقول وهو أصدق القائلين: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (١)، ويقول جل شأنه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (٢).

إخوة الإيمان بالفأل الحسن والعمل الصالح يُشرق وجهُ الحياة، وترفرف راياتُ السعادة على الأحياء، بهدف الفأل الصالح تنشرحُ الصدور، وتزول الكآبة عن النفوس، وبه ينجلي الضيق، وتنقشع سحبُ الوهم والتشاؤم، ويكون ذلك عونًا لحسنِ علاقة العبد مع ربه، وعلاقة الخلق مع بعضهم .. وكلُّ ذلك طرفٌ من هدي الإسلام، ولونٌ من ألوان خلق المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولذا فالمسلمون أحقُّ بهذا الفأل من غيرهم من شعوب الأمم الأخرى، فهل يفقه المسلمون دينهم، وهل يتجنبون مواطن الخلل في عقائدهم وسلوكياتهم ذلك المرتجى- والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل- هذا وصلوا ...


(١) سورة فاطر، آية: ٢.
(٢) سورة يونس، آية: ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>