للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توجَه إليها، ذلكم أن الأسرةَ قاعدةُ المجتمعِ، ومدرسةُ الأجيال، وسبيلُ العفةِ وصونٌ للشهوةِ، والطريقُ المشروعُ لإيجاد البنين والأحفاد وانتشارُ الأنسابِ والأصهار فبالزواج المشروع تنشأ الأسرة الكريمة وتنشأ معها المودة والرحمة، ويتوفر السكنُ واللباس، إنها آيةٌ من آياتِ الله يُذكرنا القرآنُ بها ويدعونا للتفكرِ في آثارها وما ينشأ عنها {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (١).

وهى ما يتفرع منها نعمةٌ ومنةٌ ينبغي أن نشكر الله عليها {والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزوجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون} (٢).

عبادَ الله إن الأسرةَ في الإسلام لوحةٌ مضيئةٌ ومرآةٌ عاكسةٌ لسموِّ تعاليمِ القرآنِ، وهي شاهدٌ ملموس على علوَّ شأنِ الإسلام تعجز الأنظمةُ البشريةُ- مهما بلغت- أن تبلغَ مبلغه، وأفلست الأديانُ القديمةُ والحضاراتُ المعاصرةُ أن تصل مستواه، والواقعُ يشهدُ بتفككِ الأسرِ وضياعِ المجتمعات في مشرقِ الأرضِ ومغربها حين يغيب عنها الإسلام أو تضلُّ عن توجيهات القرآن!

أجل إن من هدي الإسلام في بناءِ الأسرةِ الأمرَ بالعشرةِ بالمعروف {وعاشروهن بالمعروف} (٣).

ويقول عز من قائل: {فإمساك بمعروف} (٤).


(١) سورة الروم، آية: ٢١.
(٢) سورة النحل، آية: ٧٢.
(٣) سورة النساء، آية: ١٩.
(٤) سورة البقرة، آية: ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>