للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتأججة، وتنطفئ نيران الغضب المحرقة .. ويا أيتها النساء اتقين الله في طاعة أزواجكن، وإياكن أن تخرجن الأزواج عن أطوارهم بسلوك مشين أو منطق سقيم، وإياكن أن تفهمن حسن العشرة من الأزواج ضعفًا، والعفو عن الزلة غفلةً وبلهًا، والرفق بالقوارير جهلًا. كلا .. إنها أخلاق الكرماء، ومروءة النبلاء والحقوق الواجبةُ تؤدَّى .. وتضعها النساءُ العاقلاتُ موضعها اللائق بها، والصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله.

أيها المسلمون! ليس من مستلزمات دعائم الأسرة أن تستنوق الجمال، ولا تترجل النساء، ولا أن تضيع قوامة الرجال على النساء، وكفى بالقرآن حكمًا: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} (١).

ومصيبة أن تستلب النساء حقوق الرجال في الرعاية والتوجيه والأمر والنهي واتخاذ القرار، وتسترخي في حقوقها اللازمة لها من حسن العشرة أو واجباتها المنزلية، أو المساهمة في إصلاح الذرية. وهنا يطيب عرض نموذجين للأسرة المسلمة فيها عبرة وقدوة في الأسرة الأولى سيدة من سادات نساء العالمين وبنت سيد المرسلين وزوجها رابع الخلفاء الراشدين، أخرج ابنُ سعدٍ بسنده عن علي رضي الله عنه أنه قال يومًا لزوجته فاطمة بنتِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم: لقد سنوتُ حتى اشتكيتُ صدري، وقد جاء الله بسبي فاذهبي فاستخدمي، فقالت فاطمة: وأنا والله قد طحنتُ حتى مجلت يداي، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما جاء بكِ يا بنيَّة؟ )) فقالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله، ورجعت، فأتياه جميعًا، فذكر له عليٌّ حالهما، قال: ((لا والله لا أعطيكما وأدعُ أهل الصفة تتلوى بطونهم، لا أجد ما


(١) سورة النساء، آية: ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>