للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المسلم! أما وقد انتهت الامتحانات وابتدأت الإجازة فكأني بك تفكر بالرحيل وتحزم أمتعةِ السفر، ناويًا لرحلة هنا أو هناك .. بمفردك أو بصحبة عائلتك، وإنني بهذه المناسبة أخاطبك مذكرًا .. وأُسائلك ناصحًا لا مُشهرًا، وأقول: لماذا، وإلى أين السفر؟ فذانك سؤالان مهمان قبل السفر، ولابد من استصحابهما أثناء السفر، وإنني إذ أدعو الله أن يحفظك ومن بصحبتك في حال حلِّك وترحالك فإنني أدعوك للتعرف على شيء من مقاصد السفر وأنواعه كشفها العلماء قديمًا.

قال أبو بكر بن العربي- رحمه الله- عند قوله تعالى: {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة} (١).

المسألة الرابعة: في السفر في الأرض، تتعدد أقسامه من جهات مختلفة، فتنقسم من جهة المقصود به إلى هربٍ أو طلب، وتنقسم من جهة الأحكام إلى خمسة: واجبٍ، ومندوب، ومباح، ومكروه، وحرام، وينقسم من جهة التنويع في المقاصد إلى أقسام، ثم ذكر أنواعًا ستةً- داخلة ضمن سفر الهرب- وهي كما ذكرها ابن العربي ونقلها محنه القرطبي: الأول: الهجرة، وهي الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام، وكانت فرضًا في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وهي باقية مفروضة إلى يوم القيامة.

الثاني: الخروج من أرض البدعة، قال ابن القاسم: سمعت مالكًا يقول: لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يُسبُّ فيها السلفُ، قال ابن العربي: وهذا صحيح فإن


(١) سورة النساء، آية: ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>