للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستصحب وسيلة الدعوة علاجًا لما تراه من انحراف في المعتقد والأخلاق، أو جهلٍ في الفرائض والسنن المشروعة في الإسلام .. ولا يكن همُّك النقد للآخرين أو مجرد التأسف على واقع المسلمين! ! لا تحقرن من المعروف شيئًا بالكلمة الطيبة، والهدية المُفرحة، والكتيب أو الأشرطة المعلمة .. فكم يحتاج الآخرون إلى ما تراه أنت أمرًا عاديًّا.

أخي المسافر! لك دعوةٌ مستجابة في السفر فلا تحرم نفسك وذويك والمسلمين منها .. وإذا أخلصت الدعاء ولم تتجاوز فيه .. فلا تستعجل الإجابة .. ولا يفوتنك هذا الخير العميم في الدعاء في ابتداء السفر حين تقول: «اللهم إني أسألك في سفري هذا البرَّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم هوّن عليَّ سفري هذا واطو عني بعده، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل .. ». ويا لها من دعواتٍ لو تأملها واعتصم بها المسافرون.

أخي المسافر! احفظ نفسك ومن يصحبك في السفر من مقارفةِ المحرمات .. أو مشاهدة المنكرات .. أو تضييع الواجبات، ولا تنس أن السفر فرصة لتنفيذ البرامج المفيدة، فقد تتقبل النفوس في حال السفر والنزهة أكثر مما تتقبل في حالة الإقامة على القراءة النافعة لكتاب الله .. وسير الأعلام النبلاء .. والتأمل في أحاديث المصطفى أو نحو ذلك من أنواع المعرفة المفيدة، مما يبقى رصيدًا للمرء في هذه الحياة وبعد الممات.

عباد الله! في هذا الصدد - كم نحن بحاجة إلى الوعي في أمور ديننا كما نحن بحاجة إلى الوعي في أمور دنيانا .. إننا نعيش اليوم في عالم يختلط فيه الحق بالباطل، وربما روّج للرذيلة باسم الفضيلة، ولا أظنك ممن تنطلي عليه وصف

<<  <  ج: ص:  >  >>