للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالضعف وتلتمس المخرج {قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين، قال لا تثريب عليكم اليوم يغفو الله لكم وهو أرحم الراحمين} (١).

{قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين * قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم} (٢).

وفي القصة عزاء للسجناء الأتقياء، وسلوة للمتهمين الأبرياء.

وفيها يجتمع نموذج السراء والشكر ونموذج الضراء والصبر، وهما نموذجان ملازمان للمؤمن (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكره فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له) (٣).

وفي القصة يبرز الصبر سلاحًا يتكئ عليه المسلم في الشدائد والأزمات، وهو صبر لا تسخط فيه ولا جزع {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون} (٤).

{فصبر جميل عسى الله أن يأتني بهم جميعًا إنه هو العليم الحكيم} (٥).

وكذلك يلتقي صبر يعقوب عليه السلام بعد رحلة شاقة من الهم والضيق وجدب الأرض ولوعة الفراق، وصبر يوسف عليه السلام بعد رحلة شاقة بين ظلمات الجبّ، وظلمات السجن وشدة الغربة، وألم التهمة .. يلتقي الصبران الجميلان بإذن الله ليجمع الشمل ويرأب الصدع، ويعود الصفا، وتنتهي في بيت يوسف وملكه


(١) ((سورة يوسف، الآيتان: ٩١، ٩٢.
(٢) ((سورة يوسف، الآية: ٩٧، ٩٨.
(٣) ((رواه أحمد ومسلم عن صهيب، صحيح الجامع ٤/ ٢٦.
(٤) سورة يوسف، الآية: ١٨.
(٥) سورة يوسف، الآية: ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>