مع أعدائنا على أبناء عمومتنا وجيراننا، بدل أن نكون معهم على عدوهم وعدونا.
إخوة الإيمان! لعلنا بهذه الإشارات الموجزة ندرك مواقع الأصولية والتطرف، وندرك كذلك منشأ المصطلحات وكيف تصدر، وقد وُفق الشيخ الدكتور بكر أبو زيد -حفظه الله- وأجاد في حديثه عن الأصولي والأصولية، ومما قاله: فهذا اللقب (أصولي) أصيل في مبناه طريٌّ في معناه، بل فاسد تسربل هذا المبنى حتى يسهلَ احتضانه والارتماء في حبائله.
لكن ماذا تحمل من معنى في محلها الذي ولدت فيه (أمريكا)؟
إنها تعني ديانة نصرانية كهنوتية ترفض كلَّ مظهر من مظاهر الحياة وتراه خروجًا على الدين. ولهذا فإن النصارى ومن في ركابهم من أمم الكفر في عدائهم العريق لملة الإسلام سحبوا هذا اللقب على كل مسلم مرتبط بدينه الإسلام: قولًا، وعملًا واعتقادًا فسربلوه بهذا اللقب الأصولي، وما يتبناه هو (الأصولية).
ثم قال: ولهذا فكم رأينا من أغمار استملحوه فأطلقوه وامتحنوا الأمة به، ثم أوجد الحداثيون في عصرنا ألقابًا أخرى في هذا المعنى لمن تمسك بالإسلام، منها: الماضوية، التاريخانية، الأممية. ثم نقل الشيخ كلامًا جميلًا آخر لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله): ومصطلح الأصولية وكيف خدمت وكالات الأنباء العالمية مخططات الأعداء بترويج نداء المصطلح على المتمسكين بالإسلام، وكيف وقع بعض الإعلاميين في مصيدة الأعداء إما عن جهل بمقاصد أصحابها، أو لغرض في نفوسهم .. الخ كلامه. هكذا نقل الشيخ (١).
(١) د. بكر أبو زيد: معجم المناهي اللفظية ص ١٠٣، ١٠٤.