للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشدائد، والمرجو عند النوازل (١).

أمة الإسلام! كم في المسلمين من شدة، وكم تحيط بهم من نازلة وليس لهم إلاّ الله يرفع عنهم الضرَّ، ويكشف ما بهم من كرب، فهل يا ترى يستفيد المسلمون من هذه الليالي الفاضلة فيرفعون أكف الضراعة لجلاء الغمة، وإزالة أسباب التشرذم والفرقة، لقد عادت غربة الدين في أنحاء واسعة من بلاد المسلمين، وأصبح الغيورون على دين الله غرباء، وأصبحت نُخب العلمانيين تصدِّر للناس من المفاهيم الملوثة ما تشاء، وحلت في ديار المسلمين الفتن والشحناء، وغاب صوتُ الحقِّ أو كاد، لمخالفته الهوى، فإلى الله المشتكى، وفي قصص القرآن سِلوة وعزاء {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} (٢)

احرصوا على الدعاء معاشر المسلمين، وادعوا دعاء المضطر إلى الله الموقن بالإجابة، مستحضرين آداب الدعاء، ومتفطنين لأسباب القبول، وموانع الإجابة، ومتحرين لأوقات سماع الدعاء، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الدعاء أسمع؟ قال: ((جوف الليل ودبر الصلوات المكتوبة)) (٣).

إخوة الإيمان! وها هنا يحسن التنبيه على خطأ يقع فيه بعض الداعين أئمة كانوا أو مأمومين، ألا وهو الاعتداء في الدعاء، وذلك برفع الأصوات، أو بالدعاء بغير المأثور من الدعوات، أو بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على


(١) تفسير ابن كثير ٣/ ٦١٢.
(٢) سورة القصص، الآيتان: ٥، ٦.
(٣) رواه الترمذي وحسنه (رياض الصالحين/ ٤٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>