للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباد الله! سياسة التجويع عند المنافقين منهج وطريقة ابتدعوها، وهم يقصدون منها إضعاف انتماء المؤمنين لدينهم وإبعادهم عن هدي نبيهم، وغاب عنهم أن خزائن السماوات والأرض بيد الله، وذلك من قلة فقههم كما حكى الله عنهم {هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون} (١).

والمنافقون أصحاب مصالح وهوى ليس لهم قرار واضح ولا قاعدة ثابتة، فتراهم مع المؤمنين تارة، ومع الكافرين تارة أخرى {الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} (٢). {وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا * ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ياليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما} (٣).

وما أصعب التأرجح والتذبذب على نفسية الكبار، ولكنها نفسية المنافقين الدنيَّة وسلوكياتهم الهابطة {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا} (٤). وقال عليه الصلاة والسلام: ((مثل المنافق كالشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى


(١) سورة المنافقون، الآية: ٧.
(٢) سورة النساء، الآية: ١٤١.
(٣) سورة النساء، الآيتان: ٧٢، ٧٣.
(٤) سورة النساء، الآية: ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>