وأيُّ جسدٍ يُطيق الصبر على النار ولو لحظة من الزمان فكيف بقوم خُلدوا في الدرك الأسفل من النار؟
إن باب التوبة مفتوح، وتثريب النفس ومراجعة الحساب اليوم أهون وأسلم من وقوعها في الحرج والعذاب غدا، وليست أيام الدنيا بالنسبة للآخرة شيئا. أما إن تطاول المنافقون وتجبروا ومردوا في نفاقهم فإن سنة الله في الأولين ماضية في الآخرين، وسيسلط الله عليهم أهل الإيمان ويقهرونهم تحقيقًا لقوله تعالى:{لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا}(١).
اللهم أنر بصائرنا، وألهمنا رشدنا، واحفظ علينا ديننا، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.