للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحبه، ومحبته له، وإيثاره له على غيره .. والفرح تابعٌ للمحبة والرغبة (١).

يا أخا الإسلام: سائل نفسك حين تفرح، مم تفرح ولماذا تفرح؟ وما صلة فرحتك بالإسلام وأفراح المسلمين، وبالخير والخيِّرين؟

إن من علامات الخير في المجتمع الفرح بالخير يحصل للمسلمين، ومن علامات وعي المجتمع أن يشترك في فرحة الخير للإسلام وأهل الإسلام الكبار والصغار، والذكران والإناث .. في زمن باتت مغريات الحياة الدنيا كثيرة، وبات الفرحُ بسفاسف الأمور ومغريات الحياة الدنيا يسيطر على عقول عددٍ من أبناء المسلمين.

ومن علائم الخير -كما قال العلماء - أن يفرح المرء بالحسنة إذا عملها، ويُسرُّ بها، فذاك فرحٌ بفضل الله، حيث وفَّقه الله لها وأعانه عليها ويسَّرها له.

أيها المسلمون: ومن الفرح المذموم أن يطغى المسلم للنعمة يؤتاها: {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} (٢).

وقد ينسى الفرحُ بالنعمة - أحيانا - شُكرَ المُنعِم، وكفى بالقرآن واعظًا والله يقول: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (٣).

وقد كان السلفُ يحذرون من الاغترار بالنعمة والتجاوز في الفرح، ويرون الفرح من أسباب المكر، ما لم يقارنه خوفٌ من الجليل سبحانه (٤).

عباد الله: قيِّدوا أفراحكم بشرع الله، وإياكم والتجاوز فيه بالقول أو بالعمل،


(١) ٣/ ١٦٥.
(٢) سورة العلق: الآية ٦، ٧.
(٣) سورة النحل: الآية ٥٣.
(٤) المدارج: ٣/ ١١١ - ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>