للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرحمن يصل من وصل، ويقطع من قطع الرحم.

وإذا كان الأبوان في أعلى قائمة الرحم، فالوصية بهما إحسانًا وتكريمًا ورحمة ودعاءً لهما، والنهي عن إيذائهما حركةً أو تعبيرًا: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} (١).

وفي آية أخرى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (٢).

ترون معاشر المسلمين كم تبني هذه القيمُ والمكارم من علاقات .. وكم فيها من وفاءٍ ورحمات ودعوات!

وبين الزوجين مودةٌ ورحمة، وبيتُ الزوجيّة سكن حسيٌ ومعنوي: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (٣).

وحين يُعكر صفو هذه العلاقات مكدرٌ، أو يطرأ ما يخدش سكن الزوجية، يجيء تأكيد الإسلام على الصبر والتحمل والعفو والصفح، فقد يكره الزوج من زوجه خلقًا ويرضى خلقًا، وقد تكون نزغةً من النزغات ينبغي على الزوجين ألا يستجيبا لها، يقول صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر» رواه مسلم، ومعنى «لا يَفرِك» أي: لا يبغض (٤). ومثلُ هذا يُقال في الحفاظ على


(١) سورة الأحقاف: الآية ١٥.
(٢) سورة الإسراء: الآيتان ٢٣، ٢٤.
(٣) سورة الروم: الآية ٢١.
(٤) رياض الصالحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>