الحقوق، ورعاية العهود والوفاء بالمواثيق، لا يُعتدى فيه على كرامة الأمة المسلمة، ولا يُنقص من دينها، ولا تنكر فضائلها، ولا يعتدى على حرماتها، أو يعبث بمقدساتها.
وفي حال الحرب هناك تشريعات وآداب للجهاد تضمن بقاء الجهاد في سياق بناء العلاقات، فالجهاد أساسًا لإعلاء كلمة الله، وهو لدفع الظلم، وإزالة الطواغيت التي تصد الناس عن الدخول في السّلم كافة، وهو لإقرار حكم الله وشرعه في الأرض، بدل شريعة الغاب وقوانين البشر، وتلك -وربي - ونحوُها من أهداف الجهاد في الإسلام، بناء للعلاقات الإنسانية في مضامينها وأهدافها وآثارها، وأن بدت ظاهرًا وكأنها من مظاهر الشدة وسفك الدماء، وإعمال السيف في الرقاب عند من يجهلون حكمة التشريع، أو يريدون تشويه صورة الجهاد في الإسلام.
أيها المسلمون: وحين نتحدث عن بناء العلاقات في الإسلام ينبغي أن لا يغيب عن بالنا الإشارة إلى المؤلفة قلوبهم، أولئك القوم الذين جاء النصُّ القرآني باعتبارهم أحد الأصناف الثمانية الذين تدفع لهم الزكاة، وسواء كان المؤلفة قلوبهم مشركين ليسلموا، أو مسلمين ليحسن إسلامهم وتثبت قلوبهم، أو ليسلم نظراؤهم، أو ليدفعوا عن حوزة المسلمين الضرر من أطراف البلاد .. أو غير ذلك من أغراض التأليف التي تَصُبُّ كلُّها في تأليف القلوب وترغيبها في الإسلام .. ثم هي في النهاية بناءٌ للعلاقات وتوسيع لدائرة المحبة، وتضييق لهوَّة الخلاف والعداوة. وفي سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تطبيقاتٌ عالية ونتائج بالغة الأثر في التأليف، وهذا نموذج لها:
عن صفوان بن أمية قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لأبغض الناس