للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الأشرار الكفّار فقال عن مصيرهم: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} (١).

يا أخا الإيمان جدّد عزيمتك، واصدق في قصدك، وارتفع بهمَّتك.

قال العارفون: «فالكيِّسُ يقطع من المسافة بصحة العزيمةِ، وعلوِّ الهمةِ، وتجريد القصد، وصحة النيةِ مع العملِ القليل - أضعاف أضعاف ما يقطعه الفارغُ من ذلك مع التعب الكثير والسفرِ الشاقِ، فإن العزيمة والمحبة تُذهب المشقَّةَ وتطيب السيرَ. والتقدمُ والسبق إلى الله إنما هو بالهمم وصدق الرغبة والعزيمة، فيتقدمُ صاحبُ الهمةِ مع سكونه صاحبَ العمل الكثير بمراحل» (٢).

يا أخا الإسلام وإن كنت حريصًا على تأمين مستقبلك الدنيوي بوظيفةٍ تقتات منها، أو بتجارة تكتسب عيشك وأولادك منها، فالبدار البدار بتأمين مستقبلك الأخروي بعملِ صالح تحافظ عليه وتلقى الله به فـ {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (٣).

وقل لنفسك: ما سهمُك في الصلاة، ما سهمُك في تلاوة القرآن، ما سهمُك في الصِّلة والإحسان، ما سهمك في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما سهمُك في الخوف، وما سهمك في الرجاء، ما سهمك في الصبر، وما سهمك في الشكر، ما سهمك في الذكر والدعاء والاستغفار؟


(١) سورة فاطر: الآيتان ٣٦، ٣٧.
(٢) الفوائد لابن القيم ١٤٠.
(٣) سورة الكهف، الآية: ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>