للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنا وقفات للصائمين والصائمات أقفُ بها مذكرًا، والذكرى تنفعُ المؤمنين.

الوقفة الأولى: وأكادُ أقرأ الفرحة في وجوهكم - معاشر المسلمين - بدخول شهر الصيام والقيام، وكم في الصيام والقيام من فضائل ومغانم، وكم يُرجى للمسلم والمسلمة من عظيم الأجر ومغفرة الذنوب إن هو صلى وصام، وتصدق وصبر، وخشع وقنت، وحفظ فرجه، وذكر ربَّه! والبُشرى تُزف إليكم وأنتم بعدُ في الدنيا: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (١).

الوقفة الثانية: أعقل صيامك - يا أخا الإيمان - عن اللغو والرفث وقول الزور، ولتصم منك الجوارحُ عمَّا حرم الله، وما أروع الصوم تحيي به القلوب، وتزكو به النفوس، يُهذِّب الأخلاق، وينضبط له السلوك، وأخيرًا يورث التقوى، وهي الحكمةُ الربانية للصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٢).

ترى - يا أخا الإيمان - أللهِ حاجة أن تدع طعامك وشرابك أو تُضمِئ نهارك وتُسهر ليلك في طاعة الله. إلا ليبلغك جنته ويفيض عليك من عطائه ورحماته؟ فكن لصومك حافظًا، ولجوارحك مؤدبًا.

الوقفة الثالثة: كم نرثي لأنفسنا أو لغيرنا من المسلمين حين نرى الصوم لم يحرك فيهم ساكنًا، ولم يُحدث فينا تغيرًا إلا الأحسن! فتلك مجموعةٌ من الصائمين


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٥.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>